Slide Ads

مفتاح دوت مى | مفتاحك لعالم أجمل

Friday, April 13, 2012

أحمد عاطف يكتب: الإجابة حمدين صباحى رئيس مصر القادم

 

 
حمدين صباحى  
حمدين صباحى
 
أغلقت باب التاكسى برفق، ليمضى بنا سائقه فى اتجاه ميدان لبنان، بالمهندسين.. بعد دقائق، فوجئت به، فى حالة ضحك هستيرى متواصل.. انتبهت، فإذا به يتأمل "بوستر" ملتصقا بمؤخرة سيارة تسبقنا، يحمل صورة اللواء عمر سليمان، ومذيلا بتعليق مثير للهذيان "نريدك بقوة يا سليمان".. بعد فاصل من القفشات المتبادلة، قال السائق: "والله حرام، الناس دى ما بتتكسفش؟ دى حاجات بيتهز لها 7 سماوات، آل نريدك بقوة آل!". ثم هدأ، ليداهمنى بسؤال: "هتنتخب مين يا أستاذ؟"! . وبين السؤال والإجابة عليه، فى آخر المشوار، وجدتنى محاطا بحقائق كاشفة، فجرتها كلمات الرجل، البسيطة، الخالية من لغة أهل النخبة المقعرة.

قناعتى تحدثنى بأن المصريين سيذهبون إلى لجان الانتخابات، ولو كره الكارهون، لاختيار رئيس، بما تُمليه عليهم ثورتهم ودماء شهدائهم، إلا قليلا من الأميين، ضحايا ذئاب وسماسرة الانتخابات، والمال السياسى، الذين يتسولون ثمن أصواتهم ليطعموا أبناءهم، خوفا عليهم من الموت جوعا.

من لديه شك فى ذلك، عليه إعادة قراءة نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التى نجح الشعب المصرى خلالها، فى عزل الفلول شعبيا، رغم مؤامرات الإبقاء عليهم، كجزء من الخريطة السياسية، ومنح بإرادته الإخوان والسلفيين الأغلبية البرلمانية، لأسباب عديدة أبرزها "خلينا نجربهم".

هو نفس الشعب الذى سيختار رئيسه، وعندما يقرر أن يضع الأغلبية الإسلامية، وفلول المجلس العسكرى، على نفس دكة فلول النظام البائد، سيفعلها باقتدار، وهو مطمئن البال، مرتاح الضمير. ولنا فى انتخابات الشورى عبرة وآية. شعبنا "فرّاز ووزّان"، ويعرف يفرق بين "اللى بيوضيه وإللى بيغميه"، ولن تنطلى عليه مؤامرة الانفلات الأمنى المصطنع، لتسويق "اللواء العجوز" ولا خدعة "معركة الهوية" لتسويق مرشحى التيار الدينى، على اختلاف أشكالهم وألوانهم. بين هؤلاء وهؤلاء سيبحث المصريون عن البديل الثورى.

يسألونك: وما البديل للعسكر والتيار الدينى، خاصة بعدما تكشف اتفاقهما القديم الحديث، على اقتسام كعكة السلطة؟. يسألونك: أين ستذهب الكتلة التصويتية للشريحة العريضة من الشعب المنهك بفعل الثورة المضادة؟ البديل: "رئيس من الميدان". نُكمل معه معركة القضاء على جسد النظام الساقط، الذى أطاحت الثورة برأسه، ونقيم معه نظاما جديدا لدولة مدنية ديمقرطية، لا هى عسكرية و لا بوليسية، "الشعب يريد بناء نظام جديد". رئيس من الميدان، يكون ولاؤه وانتماؤه ومرجعيته للشعب، لا لجماعة ولا حزب ولا طائفة، نأكل معه "عيش، ونرى فى عهده "حرية"، ونقطف ثمار "العدالة الاجتماعية" ، ونستشعر من مواقفه وسياساته "كرامة إنسانية" كانت مهدرة. "واحد مننا"، شبهنا، نرى فى ملامح وجهه بأس الفلاحين، وفى مواقفه جدعنة وشهامة "ولاد البلد"، دمه حامى، وعنده كرامة.

من بين قائمة المرشحين الجادين، يتقدم اسم حمدين صباحي، بمواقفه السياسية ومحطات نضاله، لموقع "رئيس من الميدان". ولأن التاريخ لا يتجمل لأحد، فهو يحفظ لحمدين أنه الوحيد من بين كافة المرشحين، حتى المحسوبين على معسكر الثورة، الذى دخل معركة الرئاسة من أصعب أبوابها. عندما أعلن، قبل الثورة، أيام الديكتاتور، نيته خوض الانتخابات الرئاسية، كمرشح شعبى، فى مواجهة تمديد الحكم لمبارك الأب والابن، وخاض مع أنصاره ومحبيه، معركة التوكيلات الشعبية، التى تُمكنه من تعديل الدستور، الذى فُصل على مقاس الوريث. راجع أول مانشيت لجريدة "الكرامة" التى كان حمدين أول رئيس تحرير لها، عام 2005 "نقسم بالله العظيم لن يحكمنا جمال مبارك".

بعدها، جرت فى النهر مياه كثيرة، حتى جاءت انتخابات مجلس الشعب، عام 2010 . القشة التى قصمت ظهر النظام البائد. ليقف حمدين معلنا انسحابه منها احتجاجا على التزوير الفج، وهو يقول أمام أهل دائرته الذين اعتصرهم الغضب: "إذا كان أحمد عز وجمال مبارك يكيدان لإسقاط حمدين صباحى، لأنه منافس محتمل فى انتخابات الرئاسة القادمة، فأنا أقول لهم إننى الآن أكثر إصرارا على خوض تلك الانتخابات، أكثر من أى وقت مضى".

حمدين ، ليس مجرد مرشح لانتخابات الرئاسة، بل مشروع "رئيس من الميدان"، نصحح معه مسار الثورة. قادر بانحيازه للشعب، الذى كان فى صفه دوما، أن يعبر معه إلى نهضة تليق به. منحاز للفقراء، ينتصر لهم، ليحمى الأغنياء من غضبهم وجوعهم. يدرك تماما هوية مصر وتاريخها وجغرافيتها، وعروبتها الأصيلة، مسلم متدين، صوفى الهوى، محب للشعر والفن، صاحب "كاريزما" أخاذة، وبرنامج انتخابى ذات ثلاثة محاور، هى نفسها مطالب الثورة "حرية وعدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية". يعرف أن مصر العظيمة، أكبر من العسكر والفلول والتيارات الظلامية، يؤمن أن شجرة الثورة، التى ارتوت بدماء المصريين، لن تدخل ثمارها جيوب المصريين ولا أفواههم، إلا عندما تصل الثورة إلى الحكم. وهو صاحب حظوظ قوية، قد لا يراها كثيرون، لأن صدى محبته فى أوساط البسطاء والفلاحين والعمال والصيادين، ورؤيته لإدارة البلاد، لم تصلهم بعد. وأملى أن تصل التفاهمات الجارية من أجل تشكيل فريق رئاسى، إلى نتيجة، أراها الأعقل والنضج والأكثر عدلا، مفادها أن يكون حمدين صباحى رئيسا، وأحد المرشحين الثوريين نائبا له، مع انسحاب باقى المرشحين من نفس المعسكر، لصالح الفريق الرئاسى، انتصارا للثورة وحماية لها من تفتيت الأصوات ومؤامرات الانتخابات.

حمدين "واحد مننا".. والاجابة الصحيحة على سؤال سائق التاكسى وملايين المصريين الباحثين عن بديل ثورى للعسكر والتيار الدينى الانتهازى هى: بسم الله الرحمن الرحيم، الإجابة (حمدين).

Facebook Comments

0 comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

اخبار الحوادث